للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسالة مختصرة فيما روي عن أهل المعرفة والحقائق في معاملة الظالم السارق

للحافظ عبد الرحمن بن رجب

تحقيق وتقديم

الوليد بن عبد الرحمن الفريان

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضاه، والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين، أما بعد.

فإنه بالرغم من تقهقر الخلافة في المشرق الإسلامي، وانقسامها إلى دويلات متفرقة، بعد الغزو المغولي والصليبي الهمجي الشرس. إلا أن الحركة العلمية والفكرية ظلت محتفظة بقوتها ونشاطها، بل ازدادت عنفوانا وتوهجا في القرن الثامن الهجري على وجه الخصوص بشكل لفت أنظار المؤرخين والباحثين وأدهشهم، ويبدو أن مرجع ذلك هو التحدي الحضاري الذي أخذت الأمة الإسلامية تمارسه ضد التيارات المغولية والصليبية، فبدأت الأمة تلقي بكل ثقلها، لتثبت ذاتها وكيانها، واهتمت بإنشاء المدارس العلمية في كل مكان (١) في هذا الجو المفعم بالأحداث


(١) ينظر البداية والنهاية ١٤/ ٢٨٠ والنجوم الزاهرة ٦/ ٣١٩ وحسن المحاضرة ٢/ ٢٨٣ وبدائع الزهور ١/ ٢٤٩.