والمتغيرات وفي ظل المماليك البحرية كانت ولادة شيخنا ابن رجب، صاحب الرسالة التي نقدم لها.
اسمه ونسبه ومولده.
هو الإمام العلامة زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسين السلامي البغدادي ثم الدمشقي، أبو الفرج المشهور بابن رجب الحنبلي ولد في بغداد سنة ٧٣٦هـ.
أسرته ونشأته ورحلته
كانت أسرة الشيخ تقطن ببغداد، ولما هجرها علماؤها إلى حواضر الإسلام الأخرى، انتقل المقرئ أحمد بن رجب بأولاده إلى دمشق واستقر بها. وفيها نشأ ابنه عبد الرحمن بين أحضان أسرته الكريمة. في هذا المحيط العابق، الذي يتضوع كرما وشرفا، تفتحت عبقرية ابن رجب. وكانت موهبته الفطرية اللامعة دافعا قويا نحو الطلب، فسمع كبار علماء عصره، وأخذ عن مشاهير الفقهاء والمحدثين: في بغداد ودمشق ومكة ومصر. كابن قاضي الجبل وابن عبد الهادي والعلائي وغيرهم، واختص شيخه الإمام ابن قيم الجوزية بالملازمة التامة حتى وفاته سنة ٧٥١هـ، وقد انتهى به المطاف إلى دمشق حيث تفرغ للتعليم والإفادة والوعظ والتأليف، فدرس بالمدرسة الحنبلية، وولي حلقة الثلاثاء بعد وفاة شيخه ابن قاضي الجبل سنة ٧٧١هـ.
وفاته
ظل الإمام ابن رجب شعلة من النشاط العلمي المتجدد، إلى أن