وافاه الأجل سنة ٧٩٥هـ. ولذلك انطوت صفحة من صفحات الجهاد وفقد الناس علما بارزا وإماما فذا، خدم دينه وأمته ودافع عن عقيدتها، وزاهدا ورعا معرضا عن زخرف الدنيا قد ملك عليه العلم وقته وحياته.
عقيدته
الإمام ابن رجب من العلماء الذين ساروا على درب السلف وسلكوا منهجهم في كل شؤونهم. ولا غرو، فهو تلميذ المدرسة السلفية العظيمة التي تخرج فيها أئمة الدين، ونمت فيها أفرع الحق حتى أخنست الباطل وألقمته حجرا وغصصا يتجرعها. بيد أن دعاة الضلال في كل زمان ومكان يتطاولون على مثل هذه القمم الشامخة ويحاولون النيل منها والغض من مكانتها بشتى الوسائل. لكن سرعان ما ينكشف زيفهم ويصبحوا من الناس بمزجر الكلب، وما أثاره المدعو بالكوثري (١) - نحو ابن رجب من هذا القبيل.
آثاره العلمية
ألف ابن رجب كتبا كثيرة تدل على سعة علمه ومعرفته وطول باعه في التفسير والحديث والأصول والفقه، استقصاها المستشرق الأوروبي هنري لاوست ورفيقه في مقدمتهما للذيل على الطبقات. منها: شرح لصحيح البخاري سماه فتح الباري ووقف فيه على كتاب الجنائز، وشرح لجامع الترمذي، وشرح للأربعين النووية وسماه جامع العلوم، وكتاب القواعد الفقهية، ورسالتنا التي بعنوان مختصر فيما روي عن أهل المعرفة والحقائق في معاملة الظالم السارق. هذه لمحة سريعة عن حياة هذا