الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، ثم أما بعد:
فإن الرد على المخالفين في أصول الاعتقاد من الأمور المتحتمات على من من الله عليهم بالعلم والهدى، واتباع السنة، ويتأكد الأمر إن كانت المخالفة متعلقة بما علق الله تعالى به السعادة والشقاوة، والإسلام والكفر، والإيمان والنفاق، وإن من أحق من تبين مخالفته، ويكشف غلطه أهل الإرجاء، فإن مقالتهم من أسوأ ما وقع في الإيمان، فقد تركت الدين رقيقا، وجرأت عليه الجاهلين، ولما كان لعلماء الدعوة من جهود مهمة في هذا الباب، فقد رغبت في إبرازها للأسباب التالية:
أولا: الأهمية التي يستحقها هذا الموضوع، كما تقدم الإيماء إليه.
ثانيا: أن عامة ما حرره علماء الدعوة في هذه المسائل مخبأ في بطون المجاميع والمصنفات، وإظهار ذلك للناظرين مما يخدم العلم، وييسر على الباحثين الوقوف عليه، فيوفر الجهد، ويحفظ الوقت.
ثالثا: أن إظهار موقف علماء الدعوة من المرجئة، ونقضهم لمقالة الإرجاء هو في الحقيقة نصرة للحق، وإحياء للسنة، وإماتة للبدعة.
هذا بعض أهم ما دفعني لإعداد هذا البحث، وقد دارت مسائله في تمهيد، وأربعة فصول: