للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[مذهبه]

كان ابن الجوزي على مذهب أهل السنة ومذهب الإمام أحمد بن حنبل وأصحابه، وكان يذم من يخالفهم، ويصرح بمذاهبهم في مسائل الأصول وخاصة مسألة القرآن ويتكلم عنهم كثيرا في كتبه، وكان على حرب دائمة مع أهل البدع والخرافات.

وقال يوما على المنبر: أهل البدع يقولون: ما في السماء أحد، ولا في المصحف قرآن، ولا في القبر نبي. ثلاث عورات لكم (١).

وقد كان له خطة ومذهب ظهرا واضحين في كتابه " تلبيس إبليس " الذي تحدث فيه عن كثير من المفاسد والمبتدعات التي تفشت في ذلك العصر، ومنها البدع الصوفية التي أنكرها، ولم يقف على حد الإنكار ولكنه أعلن عليها حربا لا هوادة فيها.

ومع ذلك فإن بعض أصحاب مذهب الإمام أحمد نقموا على ابن الجوزي بعض آرائه، لأنه لم يكن يتعصب تعصبا كاملا للمذهب، وكان يرى في نفسه عدم وقوفه على رأي، بل لا بد من استعمال العقل والفكر.

يقول عنه ابن رجب الحنبلي في طبقات الحنابلة:

" نقم عليه جماعة من مشايخ أصحابنا ميله إلى التأويل في بعض كلامه، واشتد نكيرهم عليه في ذلك، ولا ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف، وهو إن كان مطلعا على الأحاديث والآثار فلم يكن يحل شبه المتكلمين وبيان فسادها (٢).

وكان دفاع ابن الجوزي عن السنة والمذهب السلفي ومحاربة الصوفية وأهل البدع من الشيعة، كان سببا في إيذائه وإدخاله السجن، وإهانته، وختم داره، ومكوثه في السجن خمس سنين.


(١) الذيل على طبقات الحنابلة جـ ١ ص ٤٠٣.
(٢) الوفا بأحوال المصطفى جـ ١ ص ٥.