من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم الأستاذ ع. ع وفقه الله.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. . وبعد:
فقد وصلني كتابك المتضمن إفادتك عن كتاب لأحد الشيوخ الإباضيين في الجزائر بعنوان (الخوارج هم أنصار علي كرم الله وجهه) بما جعلك تشك في كثير من الحقائق التي كنت تؤمن بها من قبل.
وعليه أفيدك بأن الخوارج ليسوا أنصار علي بل هم خصماؤه، وقد قاتلهم وقتل منهم جما غفيرا، وقد كفروه واستحلوا دمه - رضي الله عنه - حتى قتله ابن ملجم وهو منهم. . والخوارج طائفة خبيثة يكفرون المسلم بالمعصية، ويرون خلود العصاة من المسلمين في النار، وأنهم لا يخرجون منها كالكفار، وقد حذر منهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبر أنهم «يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية (١)».
أما أبو هريرة - رضي الله عنه - فهو عدل ثقة عند أهل السنة والجماعة كبقية الصحابة - رضي الله عنهم -، وهو من أحفظ الصحابة لأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يكذبه عمر ولا غيره من الصحابة بل احتجوا بأحاديثه وعملوا بها، ومن ذلك تعلم أن صاحب الكتاب المذكور قد أخطأ خطأ عظيما وكذب على الصحابة - رضي الله عنهم - فلا يعول عليه ولا يعتمد على كتابه، بل يجب إتلافه إذا كان الواقع كما قلت أنت. أما فضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد فهو ثقة معروف لدينا، وهو من علماء أهل السنة والجماعة.
(١) صحيح البخاري استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم (٦٩٣٢).