للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسألة الثانية: السجود عند حصول نعمة تسبب فيها:

اختلف العلماء في السجود هل يشرع عند حصول نعمة تسبب فيها بنفسه وكان ينتظر حدوثها، أو اندفعت عنه نقمة تسبب هو في زوالها، أم أنه لا يسجد إلا إذا هجمت عليه نعمة أو اندفعت عنه نقمة من حيث لا يحتسب.

اختلفوا في ذلك على قولين:

القول الأول: أنه يسجد سواء تسبب في ذلك أم لا، وسواء كان ينتظر ذلك أم لا، وبهذا قال جمهور القائلين بمشروعية السجود، حيث إنهم لم يشترطوا المفاجأة وعدم التسبب.

ويمكن أن يستدل لهذا القول بما رواه أبو بكرة رضي الله عنه، «عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا جاءه أمر يسر به خر ساجدا (١)»، فلفظة "جاءه " عامة تشمل ما كان مجيئه مفاجئا وما لم يكن كذلك، وما تسبب فيه وما لم يتسبب فيه.


(١) سبق تخريجه.