يتضح لك أيها القارئ الكريم أن هذا البحث الموجز وضع أمامك الوقف بصورته الحقيقية الناصعة لدى المسلمين وبين لك بعض مباحثه المهمة دون الدخول في تفصيل أحكامه ولعل ذلك كافي لإيضاح أهميته وبيان ما يحققه من أهداف سامية تعود على المجتمع وعلى الأسرة وعلى الفرد.
وقد أبان الفصل الأول المقصود من كلمة "وقف " وعرف بها تعريفا تاما سواء في اصطلاح أهل اللغة العربية أم في اصطلاح علماء الفقه والشريعة وحدد المقصود منها عند كل منهم.
وفي الفصل الثاني جرى سرد لتاريخ الوقف عند المسلمين وعند غيرهم من الأمم برز من خلال السرد التاريخي عدة أمور أهمها: ثبوت الوقف كنظام اجتماعي درج عليه كثير من الأمم. وكذا ظهر من خلال هذا الفصل أهمية الوقف في الحياة العامة والنتائج التي حققها أثناء تطبيقه وخاصة في العصور الإسلامية التي صار الوقف فيها مصدرا لغالب النتاج الفكري لدى المسلمين سواء في تنمية المهارات واكتساب العلوم، أو في مجال الصناعة والاختراع، أو في مجال توفير حاجات الناس.
وفي الفصل الثالث تم كشف أهداف الوقف وحكمة مشروعيته وظهر من خلال ذلك أهمية الوقف، والمقاصد التي يحققها لبناء المجتمع وحصول الأجر والثواب، للواقف. وأن في الوقف حلا لكثير من المشاكل الاجتماعية التي تنتاب المجتمعات في كل عصر وحين.
وفي الفصل الرابع ظهر القول الصحيح في حكم الوقف وأن القول باستحبابه هو الذي يعضده الدليل وهو الموافق لما عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه. وعرف من خلال هذا الفصل الرأي المقابل لرأى الجمهور وظهر ضعفه وأن ما تشدق به من خالف الجمهور لا يعتبر دليلا يعول عليه.
كما ظهر مدى ترغيب الشريعة بالأعمال الصالحة ووضح السبيل لمن يريد رفع درجاته في الدار الآخرة بما أعطاه الله من مال وأملاك في الحياة الدنيا وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والله أعلم.