الحافظ الإمام الثبت، أبو زكريا السيلحيني، والسالحين: من قرى العراق.
ولد في حدود الأربعين ومائة.
وحدث عن يحيى بن أيوب المصري، وموسى بن علي بن رباح، وأبان بن يزيد، وحماد بن سلمة، وسعيد بن عبد العزيز الدمشقي، ويزيد بن حيان أخي مقاتل، ومحمد بن سليمان الأصبهاني، وفليح بن سليمان، وعبد العزيز بن الماجشون، والربيع بن بدر، والليث بن سعد، وجعفر بن كيسان، وعدد كثير، وارتحل إلى الآفاق.
حدث عنه أحمد، وابنا أبي شيبة، وهارون الحمال، ومحمد بن سعد، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأحمد بن سيار المروزي، وأحمد بن أبي غرزة الغفاري، والحارث بن أبي أسامة، وبشر بن موسى، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن ملاعب، وعباس الدوري، وخلق كثير.
قال أحمد بن حنبل: شيخ صالح ثقة، سمع من الشاميين، وابن لهيعة.
وقال ابن سعد: كان ثقة، حافظا لحديثه، توفي ببغداد سنة عشر ومائتين، زاد غيره: في شعبان.
قلت: من أغرب ما جاء به حديثه عن عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكل أذني القلب خالفه مسدد، وإسحاق بن إسرائيل فرووه عن عبد الله، عن أبيه، فقال: عن رجل من الأنصار مرسلا، ورواه هكذا أبو داود في " المراسيل ".
قال عثمان الدارمي: سألت يحيى بن معين عن السيلحيني، فقال: صدوق المسكين.
وقال علي بن المديني: كان عبد الرحمن ينكر حديث مبارك عن الحسن في حل العقد في القبر - يعني عن السيلحيني -.
قلت: هو حجة صدوق - إن شاء الله -، ولا تنزل رواية حديثه عن درجة الحسن، وكان من أوعية العلم.