للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفرع الثاني: موقف الصحابة الكرام رضي الله عنهم من هذه الفتنة:

لقد رأى بعض الصحابة الكرام رضي الله عنهم قبول الصلاة من مانعي الزكاة والسكوت عن منعهم إياها؛ لأنهم سيؤدونها عندما يتقوى الإيمان في قلوبهم مرة أخرى، فقالوا لأبي بكر رضي الله عنه: اتركهم وما هم عليه من منع الزكاة، واقبل منهم الصلاة وتألفهم حتى يتمكن الإيمان في قلوبهم، وبعد ذلك سيدفعون الزكاة (١).

وقد كانت حجة مانعي الزكاة قولهم: إن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} (٢) فقالوا: إنما ندفع الزكاة لمن صلاته سكن لنا (٣).


(١) انظر: البداية والنهاية، ابن كثير، ج٥، مصدر سابق، ص ٢٧٩.
(٢) سورة التوبة الآية ١٠٣
(٣) انظر: البداية والنهاية، ابن كثير ج٦، مصدر سابق، ص ٣١١.