للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الثاني

طرق الدعوة

[تمهيد]

ليست الدعوة علما يلقن أو فنا يدرس بقدر ما هي موهبة وفضل يؤتيه الله من يشاء وإن كان من كسب للإنسان فهو أولا من خلقه فالتحلي بخلق الإسلام هو أكبر دعوة يسير بها المسلم بين الناس، هي التي تفتح قلوبهم وعقولهم على هذا النور العظيم.

ثم هي ثانيا في إحساسه بمسئوليته تجاه الدعوة أنها ليست حكرا على صنف من الناس وإنما الأمة كلها شاهدة على الناس بما دعتهم إليه بسلوكها وإيمانها وعملها: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (١). {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (٢) وهذه الأمة التي تكررت في الآيتين هي التي وجه الله إليها الخطاب.

قال جل وعلا: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (٣).

فكان فهمها الصحيح ولتكونوا أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويزيد من مسئوليتنا تجاه الدعوة إحساسنا بتخلي الكثيرين عنها، ثم إحساسنا بتجمع الأعداء عليها من كل جانب كأنها تركة أيتام تجمع حولها اللئام.

وليس من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - رجال يدفعون عنه.

وبعد فإن الخلق إذا تحلى به المسلم فإنه يصير دعوة تتحرك.


(١) سورة البقرة الآية ١٤٣
(٢) سورة آل عمران الآية ١١٠
(٣) سورة آل عمران الآية ١٠٤