إن ظهور الإسناد في علم الحديث النبوي كان سببه الأساسي المشكلات التي أثيرت في المجتمعات الإسلامية من قبل بعض الذين دخلوا في الإسلام غير مخلصين، دخلوا فيه لأهداف ولكن بشاشته لم تخالط قلوبهم، بل كانوا يتحينون الفرص للانقضاض على هذا الدين.
وقد اختاروا لأهدافهم المشبوهة طريقة التظاهر بمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطاهرين، والكذب عليه -صلوات الله وسلامه عليه-. وقد وجدوا في شمال الجزيرة العربية أرضا خصبة لزرع الفتن وبث السموم وانتحال الكذب فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «الفتنة من هاهنا: الفتنة من هاهنا، الفتنة من هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان (١)».
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن ذكر أهل المدينة وأهل البصرة وأهل الشام وأحاديثهم: وأما أهل الكوفة فلم يكن الكذب في أهل بلد
(١) راجع البخاري ٦ / كتاب الطلاق، ٨/ ٩٥ كتاب الفتن ٤/ ١٥٣، ١٥٦ كتاب المناقب. وصحيح مسلم ٤/ ٢٢٢٨، ٢٢٢٩، كتاب الفتن، باب الفتنة من الشرق، حديث ٤٥/ ٤٦ / ٤٧/ ٤٨ / ٤٩/ ٥٠، وترتيب المسند ٢٤/ ١٨ باب ذكر الجهة التي تجيء منها الفتن. وقد رواه الترمذي من طريق الزهري عن سالم عن أبيه وقال حسن صحيح.