لئن كان المهتمون بالتعليم في العصر الحاضر، قد وضعوا خطا منهجيا للتعليم: مادة وحجما وزمنا، فإن منهج السلف في حلقات العلم أسلم وأعم فائدة، حيث تبرز آثار الذكاء، ويتميز الأفذاذ، وهذا ما ظهرت آثاره في الشيخ حافظ، الذي قلب معايير ومقاييس التربويين التي رسموها للمدارس النظامية، بل إنه سبق إلى مفهوم ما يجب اتخاذه لغير الأسوياء في المنهج والزمن، ويقصدون بغير الأسوياء المتخلفين عقليا في سلم الهبوط، والأذكياء المتفوقين في سلم العلو، فإنه برز بروزا فائقا في خلال عشر سنوات، ونبغ في المعارف التي أخذها عن شيخه، بل زاد عليها بما ناله من علوم ومعارف، نتيجة الرغبة الملحة، وسعة الاطلاع مع نهم شديد بالقراءة، واستيعاب لما يقع عليه نظره.
فكانت الفترة القصيرة التي بدأت، عندما سمع عن الشيخ القرعاوي، بسامطة عام ١٣٥٩ هـ، حيث كتب إليه رسالة مع أخيه محمد، يطلب فيها كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله-، وعمره آنذاك سبعة عشر عاما، كما طلب منه أن