للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقدم على قرية الجاضع، حيث تسكن أسرته، ولا يستطيع مفارقتها برا بوالديه، حتى يحظى بطلب العلم على يديه، وقد صدر رسالته بالبيتين اللذين تقدم ذكرهما (١).

كان هذا بداية اللقاء العلمي، للتلميذ حافظ مع شيخه، وبداية تحقق الميول لعلمي، بالجلوس للعلم، وأخذه من مصادره، حيث التقى الحلم بالواقع، فكانت هذه الفترة الزمنية القصيرة، وما تحقق لحافظ خلالها، إذا دخلت مقاييس التربية الحديثة، تجعل حافظا في قمة الأذكياء، ومنزلة النابهين (٢).

ففي بداية التقاء الشيخ القرعاوي بتلميذه حافظ عام ١٣٥٩ هـ في قرية الجاضع طلب الشيخ من والدي حافظ أن يرسلاه معه إلى سامطة ليطلب العلم، على أن يجعل لهما من يرعى غنمهما بدلا عنه، لكنهما رفضا طلب الشيخ أول الأمر، وأصرا على أن يبقى ابنهما الصغير في خدمتهما لحاجتهما الكبيرة إليه.

يقول أحمد بن حافظ: وتشاء إرادة الله أن لا تطول حياة والدته بعد ذلك، إذ توفيت في شهر رجب ١٣٦٠ هـ، فيسمح له والده، ولأخيه محمد، بأن يذهبا إلى الشيخ القرعاوي في سامطة لمدة يومين أو ثلاثة في الأسبوع، ثم يعودا إليه، فكان حافظ لذلك يذهب إلى الشيخ في سامطة، فيملي عليه الدروس، ثم


(١) انظر: ص ٢٧٢ من هذا البحث.
(٢) ارجع لمجلة: " المنهل " ج ٥، جمادى الأولى عام ١٣٦٧ هـ، ص ١٩٠.