المبحث الرابع: ضوابط وآداب أهل السنة والجماعة في الحكم على المخالفين
إن التحقق بصفة العدل، وسلوك درب المنصفين يلزم معه التأدب بآداب خاصة، هذه الآداب التزم بها أهل السنة والجماعة.
والكلام في نقد الرجال وإصدار الحكم منزلق خطير لا بد من ضبطه وإحكامه حتى لا يتجرأ المتجرئون فيجرح العدل ويقدح في الثقة، وإليك أهم هذه الآداب:
أولا: التجرد وتحري القصد عند الكلام على المُخالفين.
مطلوب من المسلم أن يُخلص في كل قول وعمل، وقد تلتبس المقاصد عند الكلام عن المخالفين، فهناك قصد حب الظهور، وقصد التشفي والانتقام، وقصد الانتصار للنفس أو للطائفة التي ينتمي إليها الناقد، وقد حذر شيخ الإسلام ابن تيمية من يرد على أهل البدع من التباس المقاصد، يقول رحمه الله مبينًا خطر الهوى: " وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصمه، فلا يستحضر ما لله ولرسوله في ذلك ولا يطلبه ولا يرضى لرضا الله ورسوله، ولا يغضب لغضب الله ورسوله، بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه، ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه، ويكون معه مع ذلك شبهة دين أن