للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي يرضى له ويغضب له أنه السنة وأنه الحق وهو الدين، فإذا قدر أن الذي معه هو الحق المحض دين الإسلام ولم يكن قصده أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا بل قصد الحمية لنفسه وطائفته، أو الرياء ليعظم هو ويثنى عليه أو لغرض من الدنيا لم يكن لله، ولم يكن مجاهدا في سبيل الله (١) (٢)

فانظر إلى ما يحدثه الهوى والتعصب من البغي والظلم والفتن فتجد بعض المسلمين يقيم ولاءه وبراءه على أساس الانتماء لطائفته أو جماعته، أو لسائرين على منهجه، فيواليهم ويتبرأ من المسلمين الذين خالفوه مخالفة لا تخرجهم عن الإسلام.

يقول الإمام ابن القيم واصفًا من يتعصب لرأي أو هوى: " وكل أهل نحلة ومقالة يكسون نحلتهم ومقالتهم أحسن ما يقدرون عليه من الألفاظ ومقالة مخالفيهم أقبح ما يقدرون عليه من الألفاظ، ومن رزقه الله بصيرة فلا يغتر باللفظ (٣) وكما قيل: " والحق قد يعتريه سوء تعبير".

ثانيًا: أهمية التبين والتثبت قبل إصدار الأحكام واتخاذ المواقف.

إن الاستعجال في إصدار الأحكام على الآخرين واتخاذ المواقف منهم أو توجيه نقد إليهم يعرض صاحبه للزلل والخطأ، إذ لا بد


(١) منهاج السنة، ٥/ ٢٥٦.
(٢) منهاج السنة، ٥/ ٢٥٦. ') ">
(٣) مفتاح دار السعادة، ١/ ١٤١. ') ">