من التثبت، والأصل في ذلك قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}، لقد عاب الله تعالى على المتسرعين في نقل الأقوال وإشاعة الأخبار من غير تبي فقال سبحانه:{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} وتتأكد أهمية التبيّن والتثبت في هذا العصر الذي قل فيه العلم وضعف الإيمان، وفشا فيه الهوى، وتجرأ على الكذب فيه كثير من الناس، وخاصة في أدوات ووسائل نقل الأخبار كالصحف ووكالات الأنباء التي تعتمد على أسلوب الإثارة والتضخيم والزيادة والتحريف في الأخبار والتحليلات، واستهداف ضرب العلماء والدعاة بعضهم ببعض، وزرع الفتنة بين شباب الصحوة حتى ينشغلوا ببعضهم، وأكد الحسن البصري هذا المعنى فقال " المؤمن وقَّاف حتى يتبين ".
وهنا بعض التنبيهات النافعة في موضوع التثبت وهي:
١ - لا بد من التأكد من عدالة ناقلي الأخبار والأقوال لأن الله تعالى