ولو فسح لهؤلاء مجال التصحيح الحق لقدموا من الروائع ما يغني عن ذلك الإقبال المجنون على فنون الموسيقى، التي تشغل هذه الأيام معظم ساعات العرض الإذاعي، تقليدا للغرب الذي أقفرت نفوس أهليه من النشوات الروحية فراح يتطلبها في الآلات النحاسية والوترية وما إليها. . . . وليس أعلم بحقيقة هذا الجنون من صاحب الروك أندرول الذي استولى بأغانيه وموسيقاه على قلوب الملايين من أولئك الضائعين، ونال من وراء ذلك ملايينهم التي يشترون بها مسجلاته. . . . إنه يوسف إسلام الذي شاء الله أن يهديه للإسلام، فما إن لمست أشعة القرآن عقله وقلبه حتى نفض يده من ماضيه التافه؛ ليتحول إلى داعية متوهج الروح يسهم مع إخوانه من دعاة الإسلام بنشر أنواره في ظلمات الغرب نفسه وها هو ذا يصف تجاربه مع تفاهات الأمس بهذا القول السديد:(لقد نسيت الموسيقى إذ رأيتها تشغل عن ذكر الله وهذا خطر عظيم لقد رأيت شبابا يهجرون أهلهم ويعيشون في جو الأغاني والموسيقى وهذا لا يرضاه الإسلام الذي يحث على بناء الرجال ونحن معشر المسلمين في محنة وبحاجة إلى أن نبني أسرنا وأولادنا وأزواجنا كما يريد الله تعالى لا أن نهدم الأسر والأولاد والبنات بالموسيقى والغناء، الذي يلجئون إليه عندما تعجز المعتقدات الباطلة عن توفير الطمأنينة والسعادة في نفوسهم (١) وإن في ذلك لذكر لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.