أما وجود المقتضي فإن محمدا صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى توحيد الله في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، وهذا ما جعلهم يقفون في وجه دعوته، خاصة زعماء قريش؛ لأنهم عرفوا أن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم تقضي على امتيازاتهم القبلية ومواقعهم الاجتماعية وتجعل الولاء والتوجه لله وحده، وهذا يفقدهم زعامتهم التي بنيت على اعتبارات جاهلية لم يقرها الإسلام ونفاها، وجعل الميزان الذي يوزن به الناس التقوى، فقال تعالى:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}(١).
وقد كان العرب يعبدون الأصنام لتقربهم إلى الله زلفى، فعاب عليهم القرآن فعلتهم هذه وسفه أحلامهم؛ لأن العاقل السوي لا يعبد صنما ينحته بيده أو يصنعه من تمر إذا جاع أكله، بل أكثر من لك فقد سجل القرآن أن كل من وقف في وجه الدعوة عنادا وكفرا أضل من الأنعام وكالدواب