للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الخاتمة]

إن أساس منهج الدعوة إلى الله، وشموليتها لكل إحساس يخطر ببال ابن آدم على وجه الأرض، وبأي لغة يتحدث، متوفر في كتاب الله جل وعلا، لأن فيه الهدي والنور، وفيه الكمال، وراحة البال: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (١). فما ترك خيرا فيه مصلحة للثقلين - الجن والإنس - إلا وأرشد إليه، وما ترك شرا إلا وحذر الناس منه، سواء في أمور الدنيا، أو لما فيه السعادة الأخروية، سواء بالعبارة الواضحة أو بالمثل الذي يقرب الأمر المراد إلى الأذهان لتتفكر وتدرك حكمة الله: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} (٢). {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (٣).

ولأن اللغة العربية، هي أبلغ اللغات البشرية، ومعانيها لا تحتمل دلالات متباينة، فقد خص الله هذه اللغة بمميزات عديدة ومنها: أنها لغة أهل الجنة، ونزل بها القرآن الكريم، ومعانيها ودلالة لفظها تصل إلى أعماق القلوب، وقد دخل بسبب ذلك


(١) سورة الإسراء الآية ٩
(٢) سورة العنكبوت الآية ٤٣
(٣) سورة الرعد الآية ٤