للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما زال هذا المسلم يرددها وهو يدعو ربه، حتى خفت الأمواج، وسكن الريح والمطر، فسأله الربان ماذا كنت تقول، فأخبره بأنه كان يقرأ آية في كتاب الله القرآن. فطلب الربان إخباره عنها فأخبره بمعناها فقال: هل كان محمد ربان سفينة، أو قد ركب البحر؟ فلما أجابه بالنفي، قال: ما قيل لنا: بأن القرآن من تأليف محمد فهو غير صحيح، من الآن عرفت أنه من قوة فوق قدرة البشر، لقد كنت أعيش في البحر بحارا سنين طويلة ولم يمر علي مثل هذه الليلة وهأنذا أرى الواقع العجيب، في معنى ما ذكرت من القرآن، فأريد أن أتعلم الإسلام الذي يدلنا على أمور لا يدركها حتى المختصون في مجالها، وتعلم الإسلام وهداه الله إليه فأسلم عن علم ويقين.

ولذا فإن كثيرا ممن أسلموا في ديار الغرب كان دخولهم عن طريق القناعة العلمية، بما ثبت لديهم من منهج القرآن في التعليم، والنفاذ إلى أعماق القلوب، بما هو محسوس ومقنع.

يقول سبحانه: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} (١) {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} (٢) {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (٣). .


(١) سورة ص الآية ٢٧
(٢) سورة ص الآية ٢٨
(٣) سورة ص الآية ٢٩