للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قول الله في سورة فاطر: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} (١) {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (٢). فما كان منه إلا أن طلب إعادة الترجمة عدة مرات وهو يتأمل، ثم قال: وجدت الحل في حكمة الله، كما هي ماثلة أمامنا في النباتات والإنسان وغيره من المخلوقات المختلفة بلونها.

وكان هذا دافعا قويا لإسلامه ولتعمقه في فهم معاني القرآن الكريم العميقة.

أما الثاني: فقد كان بحارا، ومعه مساعد له من الجزيرة العربية، وفي إحدى الرحلات طغى عليهم موج البحر وتلاطمت أمواجه، ونال منه الجهد وهو ممسك بعجلة القيادة، والموج يعلوهم تارة وينخفض أخرى، والظلمات تحيط بهم من كل جانب، مع مطر شديد وريح عاصف، فطلب من هذا العربي أن يساعده ويمسك بعجلة القيادة بقدر ما يستطيع، حتى يتفادى كارثة كادت تحيق بهم، فجاء عنده، وبدأ في تدبير الأمر مع عجلة القيادة وهو يدعو ربه، ويقرأ قول الله تعالى: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} (٣).


(١) سورة فاطر الآية ٢٧
(٢) سورة فاطر الآية ٢٨
(٣) سورة النور الآية ٤٠