للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نفس بلا إيمان:

إن كل نفس تأخذ مصدرًا تشريعيًا في سلوكها أو منهجها، عقديًا في تصرفاتها، من غير المصدر الذي رضيه الله سبحانه للمؤمنين، وبعث به رسله، فإنه لا يلبي رغبة، ولا يريح قلبًا، ولا يحقق أماني؛ لأنه ممّا يراد به إشراك غير الله فيه، والله لا يرضى إلا ما هو خالص لوجهه الكريم، وهو الذي قاعدته الإيمان الصحيح يقول سبحانه: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}.

لأن المصدر الإيماني الذي ارتضاه سبحانه، وتأمَنُ به النفوس في حاضرها، وينجّيها من المخاوف في آخرتها، هو ما أوضحه جل وعلا من عقيدة شرعها لصالح الأمة، وإنقاذهم من الضلالة، وأرسل بها رسله وآخرهم سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذين بعثهم الله لأممهم لإخراج الناس من الظلمات إلى النور.

وأما كون الإنسان تائهًا، فإن من يسير بغير هدى، أو معرفة بشرع الله الذي شرع لعباده، فإنه يكون بعيدًا عن العقيدة الإيمانية، كمن يسير في صحراء مقفرة وفي ظلام، لا يدري أين يتّجه.

ويكون خائفًا، وبعيدًا عن طريق الأمان، الذي يوضحه رسول الله