إن مما يدفع البلاء عدم التعرض لأولياء الله المشهود لهم بالخير، لأنه إن تعرض لهم حلت عليه العقوبة، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: «من عادى لي وليا، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه (١)» إن ولي الله عز وجل يسدده سبحانه لمحبته له، فيسدد سمعه فما يسمع به إلا خيرا، وكذا بصره فلا يرى به إلا ما ينفعه في الدنيا والآخرة، ولا يتسلط عليه عدو إلا انتصر عليه؛ لتسديد الله له، ويسير بقدميه على الصراط المستقيم، قد حفظه الله من الزيغ عنه، محفوف بالحفظ بإذن الله تعالى، ومعاذ من كل شيء، فسؤاله مجاب، ودعاؤه غير محجوب، فمن اقترب منه حلت عليه النقمة بحفظ الله تعالى له. يقول ابن حجر: (فقد استحل محاربتي ... وغاية الحرب الهلاك، والله لا يغلبه غالب، فكأن