أخذا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذكروا محاسن موتاكم (١)» فالشيخ عبد الله بن زيد آل محمود عالم قطر وقاضيها، قد ترك علما كما تركت سيرته آثارا حميدة، مع صفحات مشرقة في سيرته: كرما وعلما وخدمة للمحتاجين والأيتام، وتيسيرا للناس: في فتاواه وأحكامه ومواعظه وخطبه، فالشيخ علاوة على كونه عالما شرعيا فإنه متمكن من اللغة العربية التي هي وعاء الدين، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في فهم الدلالات، وتبسيط المعاني والتيسير في كل شأن من الشؤون على الناس.
وإن من المناسب التقاط القليل من الكثير الذي ظهر في سيرته، وما تحدث عنه الآخرون وجاء في كتاباتهم عنه: مؤبنا ومترجما.
لأن العلم: لا ينتزع انتزاعا، وإنما يذهب بموت العلماء العارفين المتمكنين، والمدركين لليسر الذي جعله الله غالبا وظاهرا على العسر، كما في سورة الانشراح، حيث قال عنها كثير من علماء السلف: (بأنه لا
(١) سنن الترمذي الجنائز (١٠١٩)، سنن أبي داود الأدب (٤٩٠٠).