للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآية ٢٦٦

{أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}، إن من بلاغة القرآن أن يبين المعقول بالمحسوس، لأجل تقريب ذلك إلى الأذهان.

ولما قدم - سبحانه وتعالى - أن المن مبطل للصدقة ومثله بالرياء وضرب لهما مثلا ورغب في الخالص وختم ذلك بما يصلح للترهيب من المن والرياء رجع إليها دلالة على الاهتمام بهما فضرب لهما مثلا أوضح من السالف وأشد في اتنفير عنهما والبعد منهما (١) (٢)

{أَيَوَدُّ} الاستفهام في الآية إنكاري بمعنى النفي: أي ما يود وقد بدأ بالاستفهام لإنكار وقوع أن يود الإنسان ذلك. كما في قوله - تعالى -: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}.

(الود) حب الشيء مع تمنيه، وهو خالص المحبة.


(١) نظم الدرر/البقاعي ١/ ٥١٩.
(٢) نظم الدرر/البقاعي ١/ ٥١٩. ') ">