للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وطيب هوائه، فهؤلاء لعلو همتهم لم يريدوا بنفقتهم إلا مرضاة الله - عز وجل – {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} قراءة الجمهور: " تعملون " خطاب وهو التفات من الغيبة إلى الخطاب الباعث على فعل الإنفاق الخالص لوجه الله والزاجر عن الرياء والسمعة

وقد تقدم الجار والمجرور (بما تعملون) على (بصير) مع أن الجار والمجرور متعلق به وذلك؛ لإفادة الحصر.

{بَصِيرٌ} هل المراد بهذه الكلمة بصير من البصر، أم من العلم؟

الأرجح - والله تعالى أعلم - أن يكون من العلم ليشمل الأقوال وأعمال القلب، لأن الأقوال تسمع، أما أعمال القلب فقد قال الله عنها: {وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ}، {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ}. فأعمال القلوب تُعلم ولا ترى.

الحاصل أن أي عمل يعمله الإنسان سواء كان عملا ظاهرا أو قلبيا فالله به بصير لا يخفى عليه شيء - سبحانه وتعالى - وفي هذا ترغيب لهم في الإخلاص، مع ترهيب من الرياء. فهو وعد ووعيد.