للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثالثا: الحلولية والاتحادية: وهما نسبة للحلول والاتحاد فالحلول أن تكون أحد الذاتين ظرفا ووعاء للأخرى فإن حقيقة مذهبهم (أن وجود الكائنات هو عين وجود الله تعالى وليس وجودها غيره ولا شيء سواه البتة) وهم لا يرتضون اسم الحلول لأنه يتضمن ذاتين كل منهما غير الأخرى وهذا تشبيه عندهم وإثبات موجودين (أحدهما) وجود الحق الحال و (الثاني) وجود المخلوق المحل وهم لا يقرون إثبات وجودين البتة) (١).

وهذا هو عين قول الجهمية الذين يقولون أن الله بذاته في كل مكان (٢) وسموا اتحادية لأمرين:

أحدهما: وهو غير مرضي لهم لأن قولهم بالاتحاد على وزن الاقتران والاقتران يقتضي شيئين اتحد أحدهما بالآخر وهم لا يقرون بوجودين أبدا) (٣). الثاني: يصححونه وهو أن الكثرة صارت وحدة.

وبذا يظهر أن مبنى قولهم (هو أن وجود المخلوقات والمصنوعات حتى وجود الجن والشياطين والفاسقين والكلاب والخنازير والنجاسات والكفر والفسوق والعصيان عين وجود الرب لا أنه متميز عنه منفصل عن ذاته وإن كان مخلوقا له مربوبا مصنوعا له قائما به وهم يشهدون أن في كل الكائنات


(١) مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية (٤/ ٩٤).
(٢) مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية (٤/ ٩٤).
(٣) مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية (٤/ ٩٤).