للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفرقا وكثرة ظاهرة بالحس والعقل فاحتاجوا إلى جمع يزيل الكثرة ووحدة ترفع التفرق مع ثبوتها) (١) وهم في التعبير عن هذا ثلاثة أنواع:

النوع الأول: مقالة ابن عربي ومن نحا نحوه وتقوم على دعامتين:

الأولى: (أن المعدوم شيء ثابت في العدم) (٢) (فهي متميزة بذواتها الثابتة في العدم متحدة بوجود الحق العالم بها) (٣).

الثانية: (أن وجود الأعيان نفس وجود الحق وعينه) (٤).

(وهذا يفرق بين المظاهر والظاهر والمجلي والمتجلى لأن المظاهر عنده هي الأعيان الثابتة في العدم وأما الظاهر فهو وجود الخلق) (٥).

ويرى ابن تيمية أن ابن عربي في ذلك متأثر بالمعتزلة والرافضة فإن أول من قال بأن المعدوم شيء ثابت في العدم هو أبو عثمان الشحام شيخ أبي علي الجبائي وإن كان يقول بأن الله خلق وجود الأعيان وأنها ليست عين وجوده (٦) ومبنى قول ابن عربي أن الماهية عين الوجود وأن الماهية الموجودة في الذهن هي عين الموجود المشاهد وبناء على ذلك فإن الماهية التي بها الاشتراك في الذهن هي عين الموجود المشخص في الخارج فالوجود هو بصفة عامة للقديم والمحدث واسم جنس لهما هي عين الموجود المشاهد إذ لا فرق بين ما في الذهن وما في الوجود المشاهد.

ويرى الدكتور عبد العظيم شرف الدين أن مذهب ابن عربي مستمد من مذهب الأشاعرة حيث يقولون إن العالم مكون من الجواهر والأعراض وأن العرض لا يبقى مستمرا في الجوهر زمانين، ومذهبهم هذا ليس هو وحده الوجود لأنهم يفرقون بين العالم ورب العالمين فوجود الأول مخلوق ووجود


(١) مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية (٤/ ٩٤).
(٢) مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية (٤/ ٩٤).
(٣) انظر مجموعة المسائل والرسائل (٤/ ٦، ١٧).
(٤) انظر مجموعة المسائل والرسائل (٤/ ٦، ١٧).
(٥) انظر مجموعة المسائل والرسائل (٤/ ٦، ١٧).
(٦) انظر مجموعة المسائل والرسائل (٤/ ٦، ١٧).