بقيت مصنفات الجلدكي مصدرا هاما لرواد علم الكيمياء في النظريات والبحوث الكيميائية. ويذكر مصطفى عبد الغني في كتابه (الكيمياء عند العرب): أن الجلدكي من خيرة علماء العرب والمسلمين بوجه عام، وكتبه تشبه الموسوعة لأنها شاملة على كثير من البحوث والأفكار الكيميائية والتجارب التي قام بها هو وزملاؤه وأساتذته علماء العرب والمسلمين. وخير مثال كتابه (التقريب في أسرار التركيب). أما جورج سارتون فيقول في كتابه (المدخل إلى تاريخ العلوم): " إن كتاب الجلدكي " نهاية الطلب " يعد من أهم الكتب التي أنتجها العقل العربي لما فيه من معلومات دقيقة مستندا بذلك على إنتاج عمالقة علماء الإسلام مثل جابر بن حيان والرازي ". ويذكر سامي حمارنه في كتابه (فهرست مخطوطات دار الكتاب الظاهرية في الطب والصيدلة) عن كتاب (نهاية الطلب) أن هذا الكتاب يحتوي على مقالتين الأولى في كيفية وضع الإكسير، والثانية تتعلق بماهية الرموز وأقوال الحكماء في فك الرموز ومفاتيح الكنوز. ويتضح جليا أن كيميائي القرن الرابع عشر الميلادي كانوا مهتمين باستعمال رموز للمصطلحات الكيمياوية، التي استكملت في شكلها الحالي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين.
وقد صنف الجلدكي كتاب البرهان في أسرار علم الميزان، فكان هذا الكتاب مفصلا ومبوبا تبويبا حديثا يدل على تعمقه في طريقة البحث العلمي التي تستعمل في أيامنا هذه. ويذكر سامي حمارنه في كتابه (فهرست مخطوطات دار الكتب الظاهرية في الطب والصيدلية) عن كتاب البرهان في أسرار علم الميزان للجلدكي أن هذا الكتاب يحتوي على ثماني مقالات في الحكم الإلهية والأسرار الخفية. فالمقالة الأولى تشتمل على المقدمة والثانية في أصول العناصر الأربعة وما يتعلق بموازين كل واحد منها. والثالثة في الإنسان والحيوان والنبات والمعدن وميزتها. والرابعة تبحث الأجساد السبعة: زحل والمشتري والمريخ والشمس والزهرة وعطارد والقمر وميزتها. والخامسة في الأملاح. والسادسة في الزينة والسابعة في اليقين المتعلق بموازين الأجسام الذاتية المعدنية وحكمة صنعها وفي بيان الفلزات. والثامنة، وهي المقالة الأخيرة، تحتوي على لواحق علم الميزان والعمل للوصول لتحضير الإكسير ومنافعه مع خاتمة.
بدا الجلدكي يفكر في كتابه بضم معظم ما توصل إليه من معلومات علمية بطريقة مختصرة، فألف (كتاب المصباح في علم المفتاح) يذكر عمر رضا كحالة في