لم يقيض الله لداعية إسلامي، من الاهتمام والدراسة بمثل ما قيض سبحانه لشيخ الإسلام ابن تيمية تعريفا وتأليفا ومتابعة لما صدر عنه من كتب ورسائل، واهتماما من خصومه، حيث يجد المتابع لترجمة حياته التي صدرت في أكثر من أربعين مصدرا قديما، علاوة على الدراسات الحديثة التي تدافع عما تناوله الخصوم لهذا المجاهد بلسانه وقلمه، ونفسه وماله، هو وتلاميذه في كل زمان ومكان، وحتى يومنا هذا.
فما زاده الله بتجريح الخصوم إلا شرفا واتساع سمعة؛ إذ بقيت آراؤه المدعمة بالدليل العقلي والنقلي ترد على كل قدح يوجه إليه، كما هيأ الله لهذا الشيخ من يعرف قدره، ويدرك سعة علمه، ليذب عنه، بين وقت وآخر؛ عرفانا بمكانته، ومتابعة لآثاره، ونشرا لكتبه، بعد الاستيعاب التام لآرائه التي استمدها من معارفه المتعددة، كما وصفه المترجمون لحياته.
وكان من أوفى من ترجم له، الصفدي في كتابه:(الوافي بالوفيات)، حيث نجتزئ من تلك الترجمة قوله: (هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم