ذكرنا في المقدمة أنه من الواجب عند رسم الخريطة المساحية، أن نراعي ثلاثة أساسيات وهي:
١ - التشابه التام بين الشكل في الطبيعة والشكل الذي نمثله به على الخريطة.
٢ - المكافأة في المساحة السطحية بين كل موجود في الطبيعة، وبين كل مرسوم يناظره على الخريطة مع اعتبار مقياس الرسم المذكور على الخريطة.
٣ - المحافظة على الاتجاهات بين جميع الأماكن على سطح الأرض، وبين نظائرها المرسومة على الخريطة. وهذه الأساسيات الثلاثة تجعلنا نستطيع دراسة سطح الأرض دراسة تفصيلية صحيحة من الخريطة، فنستطيع تقدير المسافات طولا وعرضا، ومعرفة الارتفاعات، وحساب المسطحات وقياس الاتجاهات، وتصور الأشكال للأنهار والبحيرات والمحيطات والقارات تماما كما نراها وهي في الطبيعة.
ولكن من سوء الحظ وجدنا أن هذه الأساسيات الثلاثة لا نستطيع أن نجمع بينها على خريطة متساوية واحدة لمساحة كبيرة من سطح الكرة الأرضية. ولذلك أصبح من اللازم أن نختار واحدة من هذه الأساسيات الثلاثة.
ونلتزم بها عند رسم الخريطة، ونتهاون بعض الشيء في الأساسيتين الأخريين. وأصبح هذا التمييز يرتبط بالغرض المقصود من أجله عمل هذه الخرائط، كما سبق ذكره مختصرا في المقدمة.
ولذلك تعددت أيضا الطرق المستعملة في إسقاط الخرائط ورسمها على الورق لكي تتماشى مع الأهداف المرغوب فيها.