إن أهمية أمريكا للإسلام لا يمكن المبالغة فيها، فأمريكا أعظم قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية في العالم. وهي رأس الرمح للحضارة الغربية والمسيحية، كما أنها الأم المولدة لحركات العصر الحديث. لذلك لا تستطيع أية حركة إسلامية إغفالها، فإن كانت الحركة الإسلامية حقا، لا بد لها من أن تكون عالمية وأن تستهدف الأرض كلها. إذ لا بد لها من مواجهة أمريكا وتصفية الحساب معها.
ومن جهة أخرى فإن العالم الإسلامي يعتمد بالضرورة على أمريكا لمساعدته في التنمية. وقد مرت عشرات من السنين والعالم الإسلامي يقذف بآلاف من أبنائه للتعلم والدرس والتمرين في علوم الغرب وفنونه الحديثة. فالعالم الإسلامي إذا لا يرتبط بأمريكا من حيث هي قوة وكيان خارجي فحسب، بل من حيث إنها قوة داخلية تزدهر وتنمو.
فما هي رؤيا المسجد لأمريكا؟ وعلى أية أسس تعتمد؟.
حقا، إن أعظم فتح في التاريخ لهو الفتح الذي يدخل أمريكا في الإسلام. ولكن هل فتح مثل هذا ممكن؟.