للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[مكة والسنة]

وعلى غرار المدينة المنورة كانت مكة المكرمة تخدم السنة وتحفظها، وهذا أمر طبيعي: ففي مكة بيت الله الحرام قبلة المسلمين، وفي مكة نشأ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفيها أمضى أغلب أيامه، وفيها تلقى الرسالة وفيها بدأ الدعوة والجهاد.

وقد كان صلوات الله عليه وسلامه عين نائبا عنه في مكة هو معاذ بن جبل الذي كان من رواته اثنان من عظماء المحدثين: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر.

وكان عبد الله بن عباس - ومن ألقابه العلمية " ترجمان القرآن " - ممن ذهب إلى البصرة ينشر علوم الإسلام، ثم عاد إلى المدينة يحمل فيها أمانته التعليمية، ثم ينتهي إلى اتخاذ مكة مثابة علمية راسخة يعلم فيها التفسير والحديث والفقه.

وفي عهد تال لعهد الصحابة، أقامت في رحاب الكعبة فرق من التابعين وتابعيهم يشتغلون بالحديث والفقه، ومن أشهرهم:

مجاهد بن جبر (٢١ - ١٠٤ هـ)، وكان شيخ القراء والمفسرين، أخذ التفسير عن ابن عباس (١).

وعطاء بن أبي رباح (٢٧ - ١١٤ هـ) الثقة العالم الكثير الحديث (٢).

وفي اليمن:

طاوس بن كيسان (٣٣ - ١٠٦ هـ)، وكان إماما علما أدرك خمسين من الصحابة، وكان من أكابر التابعين تفقها في الدين، ورواية للحديث (٣).


(١) انظر في ترجمته: الخزرجي: خلاصة التذهيب ص ٣٦٩، والذهبي: ميزان الاعتدال ج٣ ص٩.
(٢) انظر: الذهبي: ميزان الاعتدال ج٢ ص١٩٧، والخزرجي: خلاصة التذهيب ص٢٦٦.
(٣) انظر الخزرجي: خلاصة التذهيب ص ١٨١، وابن الجوزي: صفة الصفوة ج٢ ص١٦٠.