كان أهم ما خاضت فيه شاعرية كعب من موضوعات شعره في الإسلام هو الغزوات والمراثي، وخلال هذين الغرضين ساق الفخر والرد على المعارضين من شعراء قريش وتناول الهجاء وإن كان لم يصل فيه إلى الأعماق كما وصل حسان، كما توعد وهدد الشانئين، وحينا نراه في بعض أبياته مؤرخا، وحقائق التاريخ لا تجتمع مع الجمال الفني الذي يتطلبه الشعر، وكثيرا ما حرض، وأثار النفوس إلى البذل وذلك في تصويره للغزوات، وقدم في مراثيه مشاعر النفس الحزينة الجريحة حين يبكي أخا مسلما وأروع ما قدم في ذلك السبيل مراثيه في حمزة وقتلى مؤتة.
وإليكم بعض النماذج لما قدمته شاعرية كعب بن مالك في الموضوعات المختلفة وعقب كل قطعة شرح بعض المفردات اللغوية التي قد لا تدرك مع تعليق موجز يوضح بعض ما تناولته الأبيات، وذلك إذا كان فيها شيء من الغرابة على أجيالنا، وقد يضطرنا الموقف إلى ذكر بعض أبيات لشاعر قرشي يستدعيها رد شاعرنا عليه.