يتعين العمل على أشخاص بأعيانهم؛ لتميزهم بقدرات وكفاءات خاصة، لا يستغنى عنها، ولا تتوفر في الآخرين، مما يحتاج الناس إليه في مختلف الشؤون.
فالفقية العالم الذي لا يقوم أحد مقامه في فقه المسائل والأحداث، يتعين عليه تولي بيان الأحكام والفتيا فيما ينتاب الأمة في عصره من أحداث وقضايا. وصاحب الرأي والبصيرة في السياسة والعلاقات ومكر الأعداء، يتعين عليه العمل على كشف أسرار الأعداء، وتخطيطاتهم، ومكرهم، وطريقة التصدي لهم.
والخبير بأسرار التصنيع المتمكن من التقنية، يتعين عليه إعمال كل ما يستطيع في خدمة التصنيع، وتطويره، ليسد حاجة المسلمين، ويحمي ديارهم، وأموالهم، وأعراضهم.
والخبير المتميز في الزراعة، يجب عليه العمل ويتعين، ليرفع من قدرات مزارع المسلمين. والطبيب النابغ في أي جانب من جوانب الطب، يتعين عليه العمل في مجال نبوغه؟ لعلاج مرضى المسلمين، وكشف أدوائهم. والتاجر الماهر الأمين، يتعين عليه العمل، لفتح أبواب رائجة لتجارة المسلمين، ترويجا لبضائعهم، وتنشيطا لاقتصادهم. وهكذا كل صاحب كفاءة متميزة يتعين عليه العمل بكفاءته؛ لخدمة أمة المسلمين.
أدلة هذا الضرب: يدل على تعين العمل على أشخاص بأعيانهم: الكتاب، والسنة، والعقل.