للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١ - قوله تعالى. {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (١).

وجه الاستدلال بالآية: يتوعد الله الذين يكتمون العلم بلعن من الله وفي اللاعنين، وهذا يدل على وجوب نشر العلم وتبليغه، وبيان الأحكام الشرعية التي يحتاجها الناس في دينهم ودنياهم.

وما يحتاجه الناس من كل مختص بخبرة خاصة أو قدرة خاصة، هو كذلك، أي أنه يجب عليه أن يبذل هذه الخبرة أو القدرة الخاصة لنفع المسلمين، وإلا فقد كتم علما علمه الله إياه بغير حق.

٢ - قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} (٢) {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} (٣).

وجه الاستدلال بالآية: ذم الله تعالى وتوعد المختال الفخور، الذي يبخل ويأمر الناس بالبخل، ويكتم ما آتاه الله من فضله. فالعالم المتمكن في شرع الله، والمهندس الماهر، والطبيب الحاذق، وصاحب الرأي والمشورة، والخبير بأسرار التصنيع، وصاحب الكنوز والأموال، وما ماثلهم من المتميزين في مختلف المجالات، هم من أولئك الذين آتاهم الله من فضله، وتوعدهم إن لم يعملوا به، فتعين عليهم العمل، فإن هم عملوا ولم يكتموا ولم يبخلوا ولم يختالوا ولم يفخروا بما آتاهم الله من


(١) سورة البقرة الآية ١٥٩
(٢) سورة النساء الآية ٣٦
(٣) سورة النساء الآية ٣٧