للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[منزلة علم الوجوه والنظائر بين العلوم الشرعية بعامة وعلوم القرآن بخاصة]

أولا: منزلته بين العلوم الشرعية بعامة:

لا يشتبه على الباحثين أن هذا العلم يشرف بقدر ما لغايته من الفضل والشرف، وهذا العلم عظيم الأثر لما في معرفته من إدراك لألفاظ القرآن الكريم الذي هو لب الشريعة، وأصلها الأول، فمتعلق هذا العلم هو القرآن الكريم الذي فيه العلوم الشرعية، وهو عمادها ورأس سنامها، ولا يستقيم لعالم في العقائد ولا لمجتهد في الفقه إلا إذا علم، وفقه كل لفظ ومعناه، وبخاصة إذا ورد بمعان متعددة يعسر على الناظر إليها إدراكها من النظرة الأولى، بل لا بد من النظر الثابت والفهم السديد لهذه المعاني المتباينة لما يترتب عليه من اختلاف في فهم العقائد والأحكام، فلا يستغني عالم العقائد مثلا عن معاني الظن التي وردت في قوله تعالى:

{إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ} (١). ثم تأتي في قوله تعالى: {إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ} (٢).

بمعنى اليقين، والمجتهد في الفقه كذلك ينظر في هذا العلم فيتبين له أحكام كثيرة.

وهكذا فإن المتخصص في علوم القرآن يجد بغيته فيما ينظر فيه ويطلبه.


(١) سورة النجم الآية ٢٨
(٢) سورة الحاقة الآية ٢٠