إني لأعجب من باحثين - وقد كتب بعضهم كتبا في أصول البحث العلمي - التزموا بطرق التوثيق لما نقلوه، فلا يستشهدون بآية إلا ويسارعون بتخريجها ولا يوردون بيت شعر إلا وينسبونه إلى قائله، ومكان وجود في ديوانه، ولا ينقلون نصا إلا ويذكرون مصدره، ومع ذلك تجدهم عند الاستشهاد بالحديث النبوي يخلون بطرق التوثيق التي التزموها في سائر النصوص! بل الأشد من ذلك أن يوثق الحديث من غير كتب السنة.
وبين يدي كتاب جديد في موضوعه، ظهر في الساحة الأدبية الإسلامية منذ سنوات، بعنوان " النظرة النبوية في نقد الشعر " أراد فيه مؤلفه أن يبين موقف النبي - صلى الله عليه وسلم - من الشعر والشعراء، واستدل على ما ذهب إليه بنصوص نبوية شريفة، وبالرغم من أن المؤلف استخدم طرق التوثيق العلمي في التثبت من نصوصه الأدبية، وعزا كل نقل إلى مصدره،