للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}، حذرهم من قتل النفس بغير حق؛ لأن الواجب المحافظة على النفوس البشرية، وأن الأصل فيها حرمة الدماء، وأن الدماء المعصومة محرمة، وأن قتل النفس بغير حق من أعظم الكبائر، بل هي مفسدة تلي الشرك بالله.

فالشرك بالله أبغض المعاصي إليه، يليه سفك الدم الحرام بغير الحق، فقد جعل الله قتل النفس الواحدة كقتل الأمة كلها، كما قال جل وعلا: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}، ورتب على قتل النفس بغير حق الآثام العظيمة، والأوزار الكبيرة، فرتب عليه خمس عقوبات، وهي من أشد العقوبات: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}، ولا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا، فالمسلم يحترم النفوس البشرية، ويعلم أن عدو الله إبليس يفرح بالعبد في غضبه؛ ولأن