العلماء لهم منزلة عظيمة ومكانة رفيعة، فهم ورثة الأنبياء، والعلم تاج يرفع من ذكر الإنسان ويعلي قدره، وكم من أصيل النسب حطه الجهل، وكم من وضيع النسب رفعه العلم فوق جميع الناس، وصدق من قال:
العلم يرفع بيتا لا عماد له ... والجهل يهدم بيت العز والشرف
ويزداد فضل الإنسان ومكانته بزيادة علمه وعمله، والإمام أحمد رحمه الله تعالى جمع الأمرين معا، مما جعل شيوخه قبل تلاميذه يقدرونه، ويجلونه، ويحترمونه، حتى قال إدريس بن عبد الكريم المقرئ:
" رأيت علماءنا مثل الهيثم بن جميل، ومصعب الزبيري - وذكر (٢٠) عالما من الحفاظ والفقهاء - فيمن لا أحصيهم من أهل العلم والفقه، يعظمون أحمد بن حنبل، ويجلونه، ويوقرونه، ويبجلونه، ويقصدونه للسلام عليه ".
وقال أحمد بن شيبان: " ما رأيت يزيد بن هارون لأحد أشد تعظيما منه لأحمد بن حنبل، وكان يقعده إلى جنبه إذا حدثنا، وكان يوقر أحمد بن