للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حنبل ولا يمازحه ".

ويزيد بن هارون من شيوخ أحمد، ويعتبر من الأئمة الحفاظ الأثبات، ومع ذلك نجده يحترم الإمام أحمد هذا الاحترام. ويزيد بن هارون صاحب نكتة وطرافة، لكنه يتحرز من ذلك عند الإمام أحمد. قال خلف بن سالم: " كنا في مجلس يزيد بن هارون، فمزح يزيد مع مستمليه، فتنحنح أحمد بن حنبل، فضرب يزيد بيده على جبينه، وقال: ألا أعلمتموني أن أحمد ههنا حتى لا أمزح!! " (١).

وقال أبو بكر المروزي: أخبرني عبد الله بن المبارك - شيخ سمع منه قديما، وليس بالخراساني - قال: "كنت عند إسماعيل ابن علية، فتكلم إنسان فضحك بعضنا، وثم أحمد بن حنبل. فأتينا إسماعيل فوجدناه غضبان، فقال: أتضحكون وعندي أحمد بن حنبل؟! " (٢).

رحم الله الإمام أحمد بن حنبل، فقد كان رجلا جادا، متميزا، حريصا على وقته، وعلى طلبه للعلم. وهذه الصفات هي التي جعلت شوامخ العلماء يحترمونه ويقدرونه، حتى إن كثيرا من العلماء كان يسميه بـ: "الإمام" أو "إمامنا" سواء من شيوخه أو من أقرانه أو من تلاميذه، فمنهم: الإمام المبجل يحيى بن آدم (٣) وعلي بن المديني الذي قال: "اتخذت أحمد بن حنبل إماما فيما بيني وبين الله" (٤).

كما كان يسميه أيضا بـ: "سيدنا". وممن يسميه بالإمام أيضا: بشر بن الحارث (٥)


(١) الحلية (٩/ ١٦٩) ومناقب الإمام (ص٦٧) والنبلاء (١١/ ١٩٤) والمنهج الأحمد (١/ ٧٦).
(٢) مناقب الإمام (ص٦٨) والنبلاء (١١/ ١٩٤).
(٣) انظر: تاريخ بغداد (٤/ ٤١٧) ومناقب الإمام (ص٧٧) والنبلاء (١١/ ١٨٩) والتهذيب (١/ ٧٣).
(٤) تاريخ دمشق (٧/ ٢٤٢) ومناقب الإمام (ص١٠٩) والبداية والنهاية (١٠/ ٣٣٦).
(٥) مناقب الإمام (ص١١٧).