كانت المباحث السابقة عرضا تحليليا وتقويميا لكتابات المستشرقين عن موضوع تفسير القرآن، وقد كان من أولويات هذه الدراسة الاعتماد على ما نشره المستشرقون عن التفسير في (موسوعاتهم العلمية) بالدرجة الأولى، نظرا للقيمة التي أعطيت لهذه الموسوعات في الشرق والغرب على السواء.
أما النتائج التي يمكن أن نخلص إليها من تتبع مطالب ومباحث الدراسة فهي:
أولا: أن الكتابات الاستشراقية عن التفسير حاولت في أول أمرها تأصيل تراث المبتدعة المنسوب لعلم التفسير، وذلك بجعله لونا من ألوان هذا العلم، فلما ظهرت مختلف الدراسات المعاصرة بالعالم الإسلامي وبينت حقيقة هذا التراث، وكشف عواره. .، غير أكثر المستشرقين خطتهم، وظهرت في محافلهم دعوى ظنوها جديدة.
ثانيا: أن دعوة المستشرقين لإعادة النظر في التفسير قدموها في صياغة نظرية غير منضبطة حتى تتسع لهم ولمن سلك طريقهم من الخائضين في تفسير كتاب الله. بمحض الهوى.
ثالثا: أن " الطريقة " التي دعا المستشرقون لنهجها في التفسير ظلت طيلة عقود من الزمن مجرد نظرية لم يستطيعوا هم ولا غيرهم تطبيقها، وكل ما نجد من كتاباتهم في التفسير مجرد " مقالات " في