للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشبهة السابعة:

حديث معاذ قال: «كنت رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: هل تدري ما حق الله على العباد؟، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. . ثم قال: هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه؟، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق العباد على الله أن لا يعذبهم (١)»، (٢).

وجه الاستدلال: الحديث يدل على أن الله وعد من عبده ولم يشرك به شيئا بعدم العذاب، ومرتكب الكبيرة قد عبد الله ولم يشرك به شيئا إذا سيشمله الوعد بعدم العذاب.

الجواب: من وجوه منها:

(أ) أن المراد بالعبادة فعل الطاعات واجتناب المعاصي (٣)، والموحد الفاعل للطاعات المجتنب للمعاصي لا يعتبر من أهل الكبائر، وعليه فلا دلالة في الحديث.

(ب) المراد بقوله: أن لا يعذبهم قيل: المراد ترك دخول نار الشرك، وقيل: ترك تعذيب جميع بدن الموحدين، لأن النار لا تحرق مواضع السجود. وقيل: ليس ذلك لكل من وحد وعبد بل يختص بمن أخلص، والإخلاص يقتضي تحقيق القلب بمعناه، ولا يتصور حصول التحقيق مع الإصرار على المعصية؛ لامتلاء القلب بمحبة الله تعالى وخشيته فتنبعث الجوارح إلى الطاعة وتنكف عن المعصية (٤). وعلى ذلك فإنه لا دلالة في الحديث.


(١) رواه البخاري في كتاب الرقاق باب ٣٧ برقم ٦٥٠٠.
(٢) انظر: حجج القرآن صـ ٤٢ - ٤٣.
(٣) انظر: فتح الباري جـ ١١ صـ ٣٣٩.
(٤) انظر فتح الباري جـ ١١ صـ ٣٤٠.