فأسلوب الدعوة إلى الشباب غير أسلوب الدعوة إلى الشيوخ، وأسلوب الدعوة إلى النساء غير أسلوب الدعوة إلى الرجال، وأسلوب الدعوة إلى الأطفال غير أسلوب الدعوة إلى الكبار وأسلوب الدعوة إلى المؤمنين غير أسلوب الدعوة لغير المؤمنين. ويكفي أن نأخذ نموذجا من منهج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد أخرج الإمام أحمد - رضي الله عنه - في المسند من رواية أبي أمامة، قال «إن فتى من الأنصار أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إئذن لي بالزنا فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا مه مه فقال: أدنه فدنا منه قريبا قال: فجلس، قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال أفتحبه لعمتك؟ قال لا والله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال أفتحبه لخالتك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم.
قال: فوضع يده عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه. فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء (١)». فصرف الله عنه السوء وكان تساؤل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير دعوة لترك الزنا.