يقول ابنه الشيخ عبد الرحمن: كانت حياة الشيخ طلبا متصلا للعلم منذ صغره، فقد كان منقطعا لتقلي العلم وحفظ القرآن والأحاديث والمتون المختلفة، وكانت والدته - مع أنه ابنها الوحيد - تدفعه وتدعو له، وتوافقه على السفر في سبيل العلم.
ولم يشغله عمل القضاء عن طلب العلم، لأنه شغوف بالدراسة والمطالعة، حتى يبقى العلم حيا في ذاكرته.
وتحوي أوراقه الكثير من هذه الكتابات، وهي مكتوبة على ما تيسر تناوله: كظهر رسالة أو مظروف، أو قصاصة ورق، بل إنه قد ينهض من نومه، لتسجيل فكرة أو خاطرة قبل أن ينساها.
وكانت له همة عالية وفهم كبير، وإذا اهتم بأمر لا يخلد للراحة حتى ينجزه. وقد درس فضيلته الكثير من الكتب المتعلقة بالعلوم الإسلامية المختلفة، وقد توسع كثيرا في العلوم الدينية، فلم يقتصر على معرفة مذهبه، بل تعداه إلى دراسة جميع المذاهب، واطلع على مواقع الخلاف والاتفاق بينها، ودرس كتب الملل والنحل الأخرى، مع أنه حنبلي المذهب سلفي العقيدة.
أما التفسير فقد أحاط به وبكتبه المختلفة إحاطة واسعة مع كتب الصحاح كما قرأ كثيرا من كتب التاريخ والسير، مع إلمامه