(أ) مقاييس اللغة لأبي الحسين أحمد بن فارس المتوفي ٣٩٥ هـ وإليه نسبت المدرسة وقد سمى معجمه هذا بالمقاييس لعنايته بمقاييس اللغة وربطه فروع موادها بأصولها وقياسها عليها لفظا ومعنى (١).
ولقد استقل ابن فارس في تنظيم معجمه بمنهج خاص عمد فيه إلى الترتيب الهجائي (الألفبائي) للحروف. فخص كل حرف منها بكتاب فبدأ بكتابة الهمزة وأعقبه بكتاب الباء ثم التاء ثم الثاء إلى أن انتهى منها جميعا. فخالف بهذا مدرسة العين التي اعتمدت الترتيب الصوتي للحروف. كما خالف مدرسة الجمهرة (لاعتمادها على الأبنية في التقسيم الرئيسي للكتاب. وخالفهما معا في أخذهما بنظام التقاليب وإعراضه عنه إعراضا تاما. ولهذا فليس بالإمكان ربطه بأي من المدرستين السابقتين لاختلافه عنهما اختلافا منهجيا ظاهرا.
وبعد أن قسم كتابه بحسب حروف الهجاء عددا وترتيبا قسم كلا من تلك الكتب إلى ثلاثة أقسام: أولها للثنائي المضعف، وثانيها للثلاثي، وثالثها لما زاد على الثلاثي. غير أنه ألزم نفسه بأخذ الحرف مع ما تلاه من مواد تلك الأبنية حتى إذا فرغ من كل ما تلاه أخذه