س٤: سائل يسأل ويقول: يصر والدي على تزويجي من إحدى بنات أقاربي لأنه يرى في ذلك برًّا وصلة، وتقوية للعلاقات مع الأقارب، ولكنني لا أرغب في الزواج من هذه المرأة؛ لأنني لا أجد ميلاً إليها فهل عليّ أن أطيع والدي؟ وإذا رفضت فهل أكون آثمًا وجهوني جزاكم الله خيرًا؟
ج٤: الجواب على هذا السؤال في مقامين المقام الأول: أن الأب لا ينبغي في حقه أن يجبر ابنه على التزوج بأي فتاة يختارها له سواء من قريباته أو غير قريباته، وكذلك لا ينبغي للأم أن تجبر ولدها على أن يتزوج بأي فتاة تختارها الأم له؛ لأن الأمر في ذلك يرجع إلى اختيار الزوج ورغبته، فالمعاشرة الزوجية والحياة الزوجية إنما يرتاح بها الزوج، أو يشقى بها، أما أن يكون الأب يفرض أمرًا على الابن، أو الأم تفرض أمرًا على الابن وإذا لم يطع الابن أباه وأمه أنكرا عليه، وسخطا عليه فهذا أمر مخالف للشرع.
المقام الثاني: أن الابن ينبغي له في تلك الحال إذا رأى أن الزواج بالفتاة التي تختارها الأم أو يختارها الأب بر بهما، وإحسان لهما، والتماس لرضاهما فأقدم على ذلك، فأرجو من الله أن يوفقه ويسدده، ويجعل في ذلك خيرًا كثيرًا، ولو امتنع من ذلك ولم يقبل