للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الاحتفال بالموالد]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد: - فإنه قد طرأ على صفاء هذا الدين ووضوح أحكامه في عصور انحطاط المسلمين كثير من البدع والمحدثات التي زادت انحطاطهم انحطاطا، وشغلتهم عن العودة إلى العقيدة الصافية والتمسك بها والرجوع إلى الحق بتتبع المظاهر الفارغة والتقاليد العمياء التي سنها من ضل وأضل، فحادت بهم عن طريق الحق، وسلكت بهم مسالك الضلال، ولبست على المسلمين في عقيدتهم، وأخمدت فيهم جذوة الإيمان وجمال الاتباع، وامتصت طاقاتهم المتعددة المتقدة قوة وحماسا بمظاهر فارغة وأعمال خاوية، فانتشرت بينهم أعمال الاحتفالات المبتدعة، واتجه رجاؤهم وتعلقهم بالله إلى التعلق بالقبور والأضرحة، والتماس الشفاعة منها، وطلب الحاجات إليها، فعاد أكثر المسلمين بهذه الضلالات إلى مظاهر الوثنية وتقديس الأشخاص، فاستخفهم أعداؤهم وازداد تدهورهم، وتحولت قوتهم إلى ضعف.

وبحلول التاريخ الموافق لمولد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم تحل مناسبة ابتدع كثير من الناس فيها إقامة الاحتفالات بالمولد، وزعموا أن ذلك مما يحقق المراد من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وموالاته، ويغفلون الواجب في أن محبة الرسول إنما تكون باتباعه وطاعته، أما هذه الاحتفالات الشائعة فهي غير جائزة، بل هي من البدع المحدثة في الدين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولا خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله على الجميع