للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

س: إذا سمعت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يدرك عقلي معناه، ولم يصدقه، فماذا علي؟ جزاكم الله خيرا، وهل جميع أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم محل التصديق أم أن ذلك مقتصر على ما وافق العقل وصدقه؟

ج: ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث وجب الإيمان به واعتقاد أنه الحق والعمل بموجبه، إذ هذا مقتضى شهادة أن محمدا رسول الله وهي من أركان الإسلام، وكذلك أيضا هي من مقتضى الإيمان بالرسل الذي هو ركن في الإيمان، ثم إن ما ثبت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم يكون وحيا من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم وليس هو مجرد قول أو فعل صادر منه كما يصدر من سائر البشر يقول الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} (١) {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (٢)، ويقول سبحانه: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} (٣)، ويقول صلى الله عليه وسلم: «ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه (٤)» أخرجه الإمام أحمد رحمه الله، وقد بين الله لعباده المؤمنين شدة هذا الأمر وأنه لا خيار لهم في تصديق خبر المصطفى صلى الله عليه وسلم والعمل بمقتضاه متى ما ثبت، يقول الله سبحانه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} (٥)


(١) سورة النجم الآية ٣
(٢) سورة النجم الآية ٤
(٣) سورة النساء الآية ١١٣
(٤) مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٣١).
(٥) سورة الأحزاب الآية ٣٦